الجمعة، 18 يوليو 2014

الموقف السلفي من حركات المقاومة

الموقف السلفي من حركات المقاومة


- إبراهيم الفيومي 

الناظر إلى الموقف السلفي السائد في حرب فصائل المقاومة في غزة مع العدو الإسرائيلي يجده موقف غاية في التخاذل والخيانة ،  الإ أن هذا الموقف السلفي المتخاذل تجاه المقاومة ليس وليد هذه المعركة ، فلو رجعنا في إلى حرب تموز 2006 لوجدنا أن الموقف السلفي كان قمة في العار ، فنجد أن الفتاوى السلفية انطلقت بتحريم نصرة المقاومة في جنوب لبنان وتحريم الدعاء لهم بحجة أنهم من الرافضة المشركين في مقابل اليهود الذين يصفونهم بأهل الكتاب ! دون أن يبدو اعتباراً لكون المقاومة تدافع عن أرضها وهي حقها المشروع بينما الكيان الصهيوني هو كيان معتدٍ غاصب للأرض !

وفي معركة عام 2009 نجد أن الموقف المتخاذل اتجه نحو المقاومة في غزة وهي ليست مقاومة شيعية كما هو حال المقاومة في لبنان حتى يتم إلصاق هذه التهمة بها ، فقد قام الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب بتحميل المقاومة لمسؤولية العدوان على غزة ، حيث ادعى أن صواريخ المقاومة محض صواريخ عبثية ولا تجدي سوى إعطاء المبرر للعدو الصهيوني !
وليس هذا موقفاً فردياً فقد خرج علينا الداعية السلفي المصري طلعت زهران ليحمل المقاومة أيضاً مسؤولية الاعتداء وليتهمها بالخيانة ، وأنها متعاونة مع الكيان الإسرائيلي ليقوم بضرب المدنيين في غزة ! ومعتبراً أن أهل غزة هم "شيعة وشيوعيون ولا راية لهم " وعليه فلا تجب نصرتهم بل إنه يحرم أن يزج بالجيش المصري في هذه الحرب الخاسرة سلفاً !

وليس هذا الأمر مستغرباً ! لكن الأمر المحزن أننا إذا أردنا أن نقارن بين مواقف بعض الدعاة من أتباع التيار السلفي من الأزمات والفتن التي عصفت في هذه الأمة نجد موقفاً متناقضاً ! فالداعية السعودي محمد العريفي أخذ يخترع القصص عن جهاد الملائكة في سوريا إلى جانب العصابات الإرهابية بينما لم نجد هذا الموقف من " الملائكة المزعومين " في غزة ، وفي الحين الذي أخذ الداعية السلفي الكويتي نبيل العوضي يحرض على تسليح وتسيير الجيوش لتحرير سوريا من القوات النظامية نجده قد اكتفى بدعوة الناس للدعاء لأهل غزة ! وعلى ذات الوتيرة ، فقد قام الشيخ السلفي السوري عبد الرحمن دمشقية بتحميل المقاومة في غزة مسؤولية الأضرار والخسائر دون أن يدعو لنصرتها وهو الذي كان يصيح صباح مساء لنصرة الإرهابيين في غزة ! وكذا فعل زميله الشيخ السوري عدنان العرعور الذي قال أن إطلاق حماس للصواريخ على غزة إن ثبت – وهو يستبعد ذلك أصلا – فهذه خيانة للشعب السوري في إلماح واضح أن دولة الكيان الغاصب هي داعم رئيسي للثورة التي يشتغل بالتنظير لها ورسم خطوطها والتحريض عليها !

إن هذه المواقف  المتخاذلة التي قام أفراد وزعامات هذا التيار بتبنيها لتجعل البوصلة واضحة أكثر من أي وقت مضى عن أهداف هذا التيار التكفيري في بث الفرقة بين المسلمين وحرف البوصلة عن تحرير فلسطين ، ولعل شعوبنا العربية والإسلامية تدرك خطر هذه الأفكار على قضاياها المركزية والمحورية وعلى رأسها القضية الفلسطينية .