القصف الإسرائيلي على
الأراضي السورية ؛ من المستفيد ؟
- إبراهيم الفيومي .
تفجأت جميع الأوساط بالغارة التي نفذتها طائرات إسرائيلية على مركز
للدراسات العسكرية السورية يبعد عن الحدود اللبنانية أقل من 30 كم ، و بين من اتهم
النظام بأنها لعبة منه لصرف الأنظار عن مجازره حسب وصفهم ، و بين من سارع لاتهام
جبهة النصرة و رفيقاتها من الميليشيات المقاتلة في سوريا بالعمالة الواضحة للكيان
الصهيوني ، أقف في هذا المقال المقتضب
لأقوم بلفت النظر إلى مؤشرات هامة مقدماً وجهت نظري التي تحتمل الصواب و الخطأ .
الإشارة الأولى ؛ جاءت هذه الهجمة بعد موافقة معاذ الخطيب على مبادرة الحوار
التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد ، ومن المعروف دبلوماسياً أن قوة السياسي
على الطاولة مستمدة من قوته على الأرض ، و
بعد أن أثبتت القوات النظامية السورية تفوقها على الميليشيات المقاتلة في سوريا ،
والذي يدل على بقوة قبول الخطيب بالحوار بعد رفضه مرات رفضاً قاطعا ً ، جاء المدد
المرتقب من القوات الإسرائيلية لتقوم بتعديل كفة الموازنة .
الإشارة الثانية ؛ يبتعد هذا المقر عن الحدود اللبنانية أقل من 30 كم ، مما
يرشحه ليكون منطقة مميزة لتخزين السلاح
قبل تهريبه إلى الأراضي اللبنانية ؛ وهذا يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن
"إسرائيل" لا تزال تنظر للدولة السورية على أنها الممد الرئيسي لحزب
الله في السلاح و أن الأزمة التي تمر بها البلاد لا تمنعها من القيام بدور الدولة
الممانعة الذي تزعمته منذ أمد بعيد .
الإشارة الثالثة ؛ تدل هذه العملية العسكرية على الفشل ألاستخباراتي الذريع الذي ظهر على جبين القوات الاسرائيلية
بتنفيذ هذه الغارة لأهداف ظهر أنها مغلوطة تماماً ، فالمركز كان فارغاً ولم يضم
صواريخ معدة للتهريب إلى الأراضي اللبنانية ، وعلى الصعيد المضاد فقد أظهرت تفوقاً
ملموساً للمخابرات السورية بالرغم من الظروف التي تمر بها الدولة السورية ، فلا
تزال تنقلات السلاح تتم بسرية و بطرق لا تزال حتى الآن غير معروفة بتاتاً .
وفي ختام هذا المقال فهذه محض إشارات ، لينظر فيها من أراد فهم المشهد
السوري على حقيقته بعد هذه الخطوة الهامة و الإشارة القاطعة الدلالة التي قامت بها
القوات الإسرائيلية .