الجمعة، 18 أكتوبر 2013

حول إسقاط نظام الإخوان في مصر



حول إسقاط نظام الإخوان في مصر
إبراهيم الفيومي

فيما يخص الشأن المصري ما بعد 30 يونيو ، أبدأ بما أثار انتباهي من فترة وهو اقتصار كثير من الباحثين على تشخيص الحالة بوصفها بالثورة أو بالانقلاب ، وهذا حقيقة مما لا داعي له ولا أهمية ؛ فكثير من الثورات عارضها المجتمع الدولي وبالمقابل فقد دعم كثير من الانقلابات ، فالوقوف عند تشخيص الحالة لإعطائها صبغة شرعية أو نزع الصبغة الشرعية عنها ليس أمراً مهماً في المجتمع الدولي لاسيما أننا نعيش الآن في فترة هامة جداً يعلو فيها صوت المصالح فوق أي صوت .

وعليه فإننا إن أردنا أن نحاكم ما حدث في ذلك اليوم علينا أن ننظر في اتجاهين؛ الأول ماذا حصل فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي وما الذي استدعى هذا النوع من التدخل العسكري ، ثانياً ماذا حدث في فترة الحكم الانتقالية التي تلت خلع الرئيس السابق محمد مرسي ، ولا شك أننا إذا أردنا أن نكتب بإسهاب فإن كتاباً واحداً لا يكفي لنقاش كل ذلك وعليه فإني سوف انتقي أهم النقاط ويمكن مناقشة النقاط المذكورة بتفصيل إن أردتم .

بداية ؛ في فترة حكم الرئيس السابق يجب أن ننظر بعناية إلى عدة قضايا داخلية وخارجية ، أما القضايا الداخلية فوعود الرئيس اللامنطقية أساساً لم تحقق ، كوعد المائة يوم الأولى ، وفي المقابل فإن بعض الانجازات لم تحقق الغاية المرجوة منها كزيادة الحد الأدنى للرواتب مع الرفع الهائل للأسعار ، أضف على ذلك نشوء مشكلات لم تكن في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، كقضية الأمن والوقود والطاقة . والسبب في كل ذلك ضعف القدرة التنظيمية والإدارية للإخوان الذين لم يستطيعوا التعامل مع مصر كدولة ، أضف على ذلك الإقصاء الذي مارسه الإخوان ضد خصومهم وبذلك لم يشاركهم أحد في تحمل المسؤولية ، وختاماً الدولة القديمة التي لا تزال موجودة وجذورها لا تزال ضاربة .وعليه فإن الشعب المصري لم يكسب من الربع الأول لفترة الرئيس مرسي إلا مزيداً من الشقاء بل كون الثورة قامت بطموحٍ عالٍ فان الانتكاسة التي واجهها الشعب المصري كانت شديدة للغاية ، وعليه فلم يجد الرئيس مرسي من يقف بصفه عداه مناصريه من الإخوان – وإن حاول البعض إنكار ذلك -.

وأما الجانب الأهم فهو القضايا الخارجية وموقف الإخوان منها – وأنا أقصد بالإخوان هنا مؤسسة الرئاسة – فأول تحرك خارجي كان تجاه السعودية وما تلفظ به محمد مرسي هناك بخصوص حماية أهل السنة يؤكد أنه اتبع ذات الخط الذي كان عليه سابقه – مبارك – وما قام به من تصرف استعراضي في ايران يدل على عدم رجحان هذا العقل ! ولا أتكلم في هذا الشأن من منطلق ديني وإنما من منطلق سياسي بحت ، إذ ان صاحبنا أكمل الحلم الذي طرحه البعض قبل سنوات بإقامة هلال سني بموازاة الهلال الشيعي في المنطقة ! وهذا الحلم الأمريكي تجلى في دعوة مرسي آخر أيامه أبناء شعبه لقتال الشيعة الروافض ، وما حدث من قتل بعض الشيعة المصريين إضافة إلى مؤتمرات الدعوة السلفية "الشيعة ؛ هم العدو فاحذرهم " بل محاولة الزج بالجيش المصري في أتون المعمعة هناك إلا أن الرد جاء من الجيش سريعاً وحاسماً وهنا بداية التمرد العسكري على حكم مرسي  ، منذ ذلك الوقت فقد دخل الجيش المصري في تنسيق دائم وتحالف مع المعسكر السوري ولا أدل على ذلك وأوضح من طرد نظام الإخوان للسفير السوري وإعادة السفير فور إسقاط نظام الإخوان . أي أن مصر انضمت إلى النظام المقابل للنظام الأمريكي ! وقد أعطى الجيش كثير من الإلماحات كالتحليق بطائرات روسية في سماء ميدان التحرير والتذكير بقيم العروبة وبجمال عبد الناصر وبالقومية .

ختاماً أقول ؛ إن تدخل الجيش المصري في هذا الوقت يعد ضرورة ملحة ، بغض النظر عن كونه شرعياً أم لا ، وأعتقد أن الأوضاع في سوريا سوف تؤثر كثيراً على مصر ، لذلك طالب السيسي بحصانة لمدة عام على الأقل كي يضمن إدارة هذه الفترة الهامة ، وبما أن أمريكا أصبحت تحث الخطى في سبيل عدم الوقوع في خسارة مدوية جديدة ، وذلك بالتخلي عن أحلامها في سوريا والسعي نحو حل الأزمة سلمياً إضافة إلى التقارب مع إيران ، فإن أمر الإخوان لم يعد يعنيهم كثيراً ، وعليه فإن النظام الإخواني يكون قد خسر كل مناصريه المؤثرين ولا أتوقع أن يعود هذا النظام مجدداً للحكم .

تنويه : بخصوص الانتخابات المبكرة ؛ كان يمكن للإخوان أن يسلكوا  هذا الطريق للحفاظ على سلمية الحراك السياسي في مصر ، إلا أنهم وقد عرفوا أنه مسعى خاسر قطعاً فإنهم ألقوا البلد في اتون حرب أهلية وقى الله مصر شرها ، وإن أعداد القتلى في رابعة والنهضة يحمل إثمه إلى جانب الجيش قيادات الإخوان التي لم تفكر بدماء أتباعهم ومناصرينهم بل وقد أخفت كثير من المعلومات عنهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق