الأربعاء، 22 يناير 2014

من أنا !؟ وماذا أريد أن أكون ؟!!

من أنا !؟ وماذا أريد أن أكون ؟!!

- كانت بدايتي مع السلفية الوهابية ، ولا أري أن أطيل في هذه التجربة لكن أول ما أخرجني من المدرسة الوهابية السلفية قساوة القلب والتطاول على العلماء حتى لم يسلم أحد من المخالفين من كلمة (ضال ، مبتدع ، مارق ، زنديق ...)
- ثم كان توجهي للمدرسة الأشعرية ،وكنت أستغرب ادعاء الحق المطلق الذي وقع فيه أتباع هذه المدرسة ، كان مستندهم في هذا الادعاء أن غالب علماء أهل السنة هم من الأشاعرة أو الماتريدية ، وكون هؤلاء (أي أهل السنة) هم أتباع الحق وبما أن الأشاعرة هم غالب أهل السنة فهم أهل الحق قطعاً .

- بعد فترة بدأت أخالفهم في أمور (كالتحسين والتقبيح وكالعدل الإلهي وكالرؤية في الآخرة) وإلى مثل هذه المسائل .. وكنت أجد ضالتي عند المعتزلة عادةً حتى ظننت أنني معتزلي ولم أكن قد قرأت من كتب المعتزلة إلا الشيء اليسير ، فلم أجرؤ على ادعاء ذلك .

- بعد فترة بدأت البحث في بعض القضايا التاريخية وعلى رأسها قضية الخلاف بين الإمام علي (عليه السلام ) ومعاوية [كان ذلك قبل سلسلة د.عدنان إبراهيم] وكان أول ما قرأت للسيد السقاف الذي كنت أسمع عنه ، وحقيقة كنت أخاف أن أسمع له وأجلس بين يدي لما يثار من الشائعات عنه ، وانتهى بي البحث بكشف كمية التدليس والتزوير التي تعرض لها الموروث السني بشكل عام مما سبب اهتزاز ثقتي به بشكل عام .

- بعدها بدأت البحث في قضية الإمامة من جديد ، وكانت من أكثر القضايا التي قرأت فيها سواء للسنة أو للشيعة وبدأت الأمور تتكشف لي أكثر فأكثر ...

- هنا وصلت إلى قاعدة هامة ؛ وهي ألا أدعي الحق المطلق إطلاقاً ، مع أن ذلك لا ينفي أن تعرف الضلال المطلق ، مثلاً ؛ لا أجرؤ اليوم أن أدعي أنني على الحق المطلق ! لكنني أجزم أن السلفية الوهابية-مثلاً- في ضلال مبين ، الأمر ليس معقداً فالضلال سهل الكشف ، أما الحق فهو كالمعدن النفيس ، حتى لو كان بين يديك ، فدون الصقل لن تعرف له معلماً ...

- بدأت أستمع لبعض علماء مدرسة آل البيت وأقرأ لآخرين ، كان أكثر من شدني (السيد محمد حسين فضل الله ) لا لأنه متساهل 

- كما يدعي بعض الشيعة - بل لأنه قام بتدمير صنم الأتباع والذي يعاني منه كثير من المراجع والعامة ! فأن تجهر بالحق الذي تصل إليه في بعض الأحيان أصعب بدرجات من أن تبحث عن الحق بينك وبين نفسك ،وكان حقيقة يطبق القاعدة التي وضعتها لنفسي في تلك الفترة (لا تترك القرآن ) بعدها بدأت أتعمق أكثر في تراث آل البيت ، أقرأ للشهيد مطهري ولسبحاني وللحيدري ولغيرهم إضافة إلى قراءة في الفكر الشيعي للشهيد الذي عشقته كثيراً علي شريعتي ...

- في خضم البحث في مدرسة آل البيت بدأت أستغرب عودة الخطاب الأول (السلفي الوهابي ) وبشدة ، فأصبحت لا أسأل عن شيخ أو عالم كنت أحبه وأحترمه جداً حتى تنبري الأقلام في وصفه بالضال والكافر والبتري والزائغ ووو ، وهذا ما أسكن الحيرة في قلبي مرةً أخرى ، فتجربتي مع هذه المدرسة(أي مدرسة التكفير) على درجة من السوء لا يعلمها إلا الله ...

- ما أردت أن الفت له في هذه الأسطر التي أوجزت بها رحلة استمرت لسنوات من البحث أنني لم أدع يوماً أنني شيخ ! بل إنني في فترة درست بها متوناً في الفقه الشافعي وأخرى في العقيدة الأشعرية تعاملت مع طلابي كأستاذ وتلاميذ ، فكنت أعدّ الامتحانات لهم وأصحح أوراقهم وهذا كله غير موجود في الحلقات العلمية ، ولم أخاطبهم يوماً من منطلق أنني الشيخ أو العارف أو .... ولم أدع أنني أملك الحق الإلهي ! وكان شعاري طول هذه الفترة معروفاً ((( الــحــقـہ مـذھـہـے )))

فكل ما قمت به وأقوم به راجع في المقام الأول والأخير إلى نفسي - في المقام الأول - وإلى زوجتي وأولادي ثانياً (الذين أرغب أن أعطيهم خلاصة هذا البحث على طبق من ذهب وأجيبهم على كل ما يخطر في بالهم من أسئلة دون تهرب أو تخويف لهم منها )، وإلى مركز بحثي أعمل فيه لا أكثر ! أقدم الأبحاث كأي بحث في أي علم من العلوم الإنسانية ، دون عمامة ودون القاب , فلا أرى نفسي موجّها أو شيخاً أو شيئاَ من هذا القبيل ، إلا باحثاً عن الحق ...

لم أدّع أنني معصوم أو أنني لا أفعل الأخطاء والمعاصي ! وفي ذات الوقت لم أقبل أن أظهر للناس غير من أخفي ، فإن سماع أغنية أو مشاهدة فيلم أو شيء كهذا شيء لا أراه طامة كبرى ! وفي ذات الوقت أرى أن لعن أحدٍ لا يستحق اللعن أو وصفه بالضلال أو الزيغ أو الكفر أو إلى ما ذلك هو ذنب لا يمكن لمثلي أن يحتمله ! هذه فلسفتي في الحياة ، الذنب الذي بيني وبين الله هين يسير ، والله عارف بطبائعنا وقد وعدنا بالمغفرة ، أما ما يتعدى لغيري فلست مستعداً يوماً لأن أقترب منه .

أعتقد أنني في هذه الأسطر القليلة أوجزت من جهة من الجهات في الإجابة على سؤالٍ دار في خلدي طويلاً ، من أنت وماذا تريد أن تكون !وأتمنى أن يتعامل معي جميع أحبتي بما أرى عليه نفسي ، خسرت الكثير من أصدقائي في حياتي لأكسب شحصاً واحداً هو أنا .. ومستعدٌ لأن أخسر حياتي أيضاً حتى أكسب هذا الشخص ، ولا أخفيكم سراً أنني لا أنام إلأ وأنا ناظر لنفسي معلقاً على خشبة مصلوب عليها ! أو مقتول برصاصة تنطلق باسم الرب ظاهراً إلا إنها ما انطلقت إلا تروي غليل أحدهم مني !


أعذروني إن أطلت ، فتلك شقشقة هدرت ثم قرّت ,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق