الخميس، 31 يناير 2013


القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية ؛ من المستفيد ؟

- إبراهيم الفيومي .


تفجأت جميع الأوساط بالغارة التي نفذتها طائرات إسرائيلية على مركز للدراسات العسكرية السورية يبعد عن الحدود اللبنانية أقل من 30 كم ، و بين من اتهم النظام بأنها لعبة منه لصرف الأنظار عن مجازره حسب وصفهم ، و بين من سارع لاتهام جبهة النصرة و رفيقاتها من الميليشيات المقاتلة في سوريا بالعمالة الواضحة للكيان الصهيوني ، أقف  في هذا المقال المقتضب لأقوم بلفت النظر إلى مؤشرات هامة مقدماً وجهت نظري التي تحتمل الصواب و الخطأ .

الإشارة الأولى ؛ جاءت هذه الهجمة بعد موافقة معاذ الخطيب على مبادرة الحوار التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد ، ومن المعروف دبلوماسياً أن قوة السياسي على الطاولة مستمدة من قوته على الأرض  ، و بعد أن أثبتت القوات النظامية السورية تفوقها على الميليشيات المقاتلة في سوريا ، والذي يدل على بقوة قبول الخطيب بالحوار بعد رفضه مرات رفضاً قاطعا ً ، جاء المدد المرتقب من القوات الإسرائيلية لتقوم بتعديل كفة الموازنة .

الإشارة الثانية ؛ يبتعد هذا المقر عن الحدود اللبنانية أقل من 30 كم ، مما يرشحه ليكون منطقة مميزة لتخزين  السلاح قبل تهريبه إلى الأراضي اللبنانية ؛ وهذا يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن "إسرائيل" لا تزال تنظر للدولة السورية على أنها الممد الرئيسي لحزب الله في السلاح و أن الأزمة التي تمر بها البلاد لا تمنعها من القيام بدور الدولة الممانعة الذي تزعمته منذ أمد بعيد .

الإشارة الثالثة ؛ تدل هذه العملية العسكرية على الفشل ألاستخباراتي  الذريع الذي ظهر على جبين القوات الاسرائيلية بتنفيذ هذه الغارة لأهداف ظهر أنها مغلوطة تماماً ، فالمركز كان فارغاً ولم يضم صواريخ معدة للتهريب إلى الأراضي اللبنانية ، وعلى الصعيد المضاد فقد أظهرت تفوقاً ملموساً للمخابرات السورية بالرغم من الظروف التي تمر بها الدولة السورية ، فلا تزال تنقلات السلاح تتم بسرية و بطرق لا تزال حتى الآن غير معروفة بتاتاً .

وفي ختام هذا المقال فهذه محض إشارات ، لينظر فيها من أراد فهم المشهد السوري على حقيقته بعد هذه الخطوة الهامة و الإشارة القاطعة الدلالة التي قامت بها القوات الإسرائيلية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق