الأحد، 6 يناير 2013

الدنيا من منظور جديد | خاطرة


الدنيا من منظور جديد

إن المتأمل في حال هذه الحياة ... يجد أنها لا تحتوي إلا شيئاً واحداً ألا وهي تلك المواقف السوداوية التي تبني ذلك المستقبل المظلم ... إنك لن تجد ولا حتى ليوم واحد صديقاً تفيض له بتلك العواطف الجياشة و تلك المشاعر الحمقاء و تلك الأفكار الغبية ليرد عليك بمثلها أو بأحسن منها أنّا لك أن تجد واحداً كهذا و قد أصبحت تلتمس شخصاً يشعرك بإنسانيتك... نعم إنسانيتك لا أكثر ... فقد أصبحت مشاعرك سلاحاً يستخدم ضدك بل هو سلاح يفتك بك في هذه الحرب الطاحنة دفاعاً عن معاني الإنسانية فقد أضحى الواحد منّا جيفةً تنهش لحمها ذئاب الليل هل من ذنب سوى أنك إنسان فتلك قوانين اللعبة تغيرت و أضحت تحت القانون العام المعمول به في غابتنا الكبرى  " إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب " بل حتى و إن كنت ذئباً أو أسداً أو حتى نسراً ستجد من سيروي غريزته الحيوانية تلك من لحمك طاهراً كان أم نجس سواء بسواء؛ فهل ستجد في هذه الغابة الطويل ليلها بإنسانة تغسل ذلك القلب المحطم بماء الحياة لتعيد النظارة إلى ذلك الوجه الشاحب .

قم وانزوي في إحدى متاهات الحياة و ضع رأساً تصدع من فرط الهموم بين ساقين أنهكهما السير في ذلك الطريق الموحل و أطرق ببصرك نحو الأرض فليس مسموحٌ لأحدٍ أن يرنو ببصره نحو السماء... ارتقب ذلك الموعد الآتي بصبح أو مساء فإنك في بطن حوت و ليت في التسبيح دواء...

 
 
لا تسمع الأعداء شعراً  كان مدحاً أم هــجـــاء
فـــالحـيــاة بـنـاظــري  مـزيــج قـــتــل للإبـاء
ولـغـيـر نفسك لا تقم   فالكل في الدنيا سواء
فـالحقد في هذه الحـيـاة  أخــرّ أركــان الـسـماء
صوت تصاعد مـن صـميم النفس قلي كيف جاء ؟
صــوت يـعــلـمـنـي الـخيانة و العمالة لا الوفاء
مـا عـاد يجدي الحــب فــي دنـــيــا الـــعــنــاء
فـــالـكـــره أضــحـى آية متلوةً   صبحا مساء
إنــي حبست مشاعري و علوت حمام الدماء
و لــغــيــر ربي لم أقل فالصمت أضحى كبرياء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق