!
*إبراهيم الفيومي
تقول القصة ؛ أن إقطاعيا ً كان يملك من الأرض ألف ألف هكتار ! وكان يُعمِل فيها مائة عبد من عبيده ، وقد تكفل بمشربهم و مسكنهم و طبهم و دوائهم على أن يقوموا بخدمته ، وبعد أن مرت سنوات على هذه الحال خطر ببال صاحبنا أن يريح نفسه من أعباء إطعامهم و إشرابهم و كسوتهم و تطبيبهم فقد أصبحت تكلفه الكثير ، و أراد أن يشعرهم ببعض الحرية كي لا يفكر أحدهم بالثورة عليه لاستعادة "كرامته" أو ما تبقى منها ، فقرر صاحب العز و السلطان أن يصرف مكرمة من مكارمه المحمودة ، و أصدر فرمانا ً منح فيه لكل عبد من عبيده اسم "مواطن" ، و أعطاه بيتاً في مملكته بإيجارٍ شهري ، و صرف له راتبا ً هيهات له أن يلبي حاجته ، ليبقى متمسحا ً ببابه ! وقال لهم : "أنتم أحرار هذه أرضكم فاعملوا فيها فخراجها لكم منه تأخذون رواتبكم " ثم ولّى صاحبنا مدبراً !
هذه القصة الرمزية التي سردتها هي ما حل بنا و بأجدادنا من قبل ، فالسادة لم يقوموا بتحريرهم و إنما أوهموهم بذلك ! وما فعلوا ذلك إلا ليريحوا أنفسهم من تبعات استرقاقهم ؛ فحصلنا على هذه العبودية المقنعة التي أسميناها حرية !
لا أحبذ أن أعلق أكثر ، فالبيب من الإشارة يفهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق